Menu




دار صك العملة، أو دار الضرب، أو بتراء المصغرة، كلها أسماء يطلقها أهالي بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت على بناء حجري صخري محاذ لبلدتهم نُحت بدقة متناهية، ويقدر عمره بآلاف السنين.
هذا المعلم الاثري الهام نُحت على مهل وبتروٍّ وطول نفس، وعلى مستوى أقل من مستوى الأرض، وفي جوفها بحيث لا يرى إلا من قرب.
كل من يزور بلدة قراوة يشده جمال ومنظر هذه اللوحة الفنية من أعمدة وزخارف ورسومات أثرية منحوتة بدقة في الصخر، لترسم أجمل الألوان واللوحات ذات النسق المعماري المدهش، مشكّلة صورة رائعة الجمال تفخر بها بلدة قراوة.
ويسارع المجلس البلدي لبلدة قراوة والمشكل من القوى الفلسطينية المختلفة، لوضع المخططات لتنظيف وترميم الموقع لزيادة عدد الزوار ضمن السياحة الداخلية وتشجيعها للحفاظ عليها وإبراز جمالها وأهميتها.
محمود شمعة احد طلبة جامعة النجاح الوطنية بنابلس زار الموقع ووصفه بالقول: "من بعيد وللوهلة الأولى؛ يظن المرء أن ما يراه أمامه ما هو إلا مجرد صخور وأتربة عادية جدا وأشجار زيتون تحيط بها صخور واعشاب برية، وما أن يقترب أكثر ويتقدم عدة خطوات حتى يدهش بجمال الآثار والكهوف، والتي خطتها ريشة مدرسة هندسية قديمة رائعة الجمال ورسام مبدع اقل ما يقال عنه انه فنان رائع قل نظيره.
صك العملة
ويطلق أهالي قراوة على هذه التحفة الأثرية دار صك العملة، وذلك نسبة إلى ضرب العملة القديمة التي كانت في زمن الرومان من فضة وذهب، ويعتقد أن هذا السبب في التسمية بحسب الروايات القديمة، وان الموقع تحفة تاريخية واثار قديمة هامة.
وكانت الوفود التي تزور البلدة يكون ضمن برنامج البلدية دعوتها لزيارة الموقع والاستمتاع بجماله، والعيش ولو لدقائق في عبق الماضي الجميل.
ويثمن اهالي البلدة جهود البلدية، الا انهم يطالبون وزارة السياحة والاثار بان تقوم بحماية الموقع وإقامة السياج حوله، ومنع حالات النبش عن الآثار في المنطقة لكثرة الكهوف فيه، حيث تم ضبط إحدى عصابات النبش قبل أيام.
بدوره لفت الباحث في شؤون الاستيطان خالد معالي إلى أنه وبحسب الدراسات فان بناء دار صك العملة او دار الضرب يعود للعصر الروماني القديم، وهو عبارة عن تجويف منحوت في الصخر بمساحة 150 مترا، ويحوي بداخله ثلاث غرف منحوتة بمساحات كافية وزوايا دقيقة، وكل غرفة فيها عدد من القبور، وتوجد ونقوش وزخارف ورسومات روعة في الجمال والتنسيق الدقيق على الجدران.
أجمل الآثار
واشار معالي الى انه يوجد كهوف أخرى عديدة حول دار الضرب، منها ما تم اكتشافه حديثا، ومنها ما زال عرضة لنهب سارقي الاثار والذي يجب ان يتوقف لما يشكل من خطورة على التاريخ والتراث الفلسطيني.
وأكد معالي أن دار الضرب تعتبر من أجمل الآثار في محافظة سلفيت، إلا انه عبر عن خشيته ومخاوفه من الاهمال وعدم توفر ميزانيات للترميم، لافتا الى انه يجب الحفاظ على الاثار الجميلة وتعريف طلبة المدارس والجامعات والجيل الحالي فيها سواء في محافظة سلفيت او بقية محافظات الوطن.
ودعا معالي إلى ترميم وتنظيف دار الضرب من قبل الجهات المعنية، وزيادة الاهتمام بها، لما لها من قيمة تاريخية قديمة وتراثية وجمالية؛ وكونها ملك للأجيال المتعاقبة.

إرسال تعليق

 
Top