Menu



عين الزيتون
ترجمة خاصة- كشفت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية امس النقاب عما اسمته «الاسرار الدفينة» في عملية احتلال العصابات الصهيونية لصفد عام ١٩٤٨ بما في ذلك ارتكاب قوات «البلماخ» مجزرة رهيبة في قرية عين الزيتون المجاورة للمدينة راح ضحيتها ٥٦ فلسطينياً اطلقت عليهم النيران بدم بارد بعد اعتقالهم في القرية وتكبيلهم بالاصفاد. وقد جاء هذا الكشف على لسان احد قادة «البلماخ» الذي تحدث الى الصحيفة وابدى استعداداً لكشف اسرار ما حدث في حينه رغم الصمت والتعتيم الذي استمر حوالي سبعين عاماً ونبذ كل من حاول كشف الحقيقة طوال تلك العقود كما تقول الصحيفة التي تضيف ان «الاسرار السوداء» لمعركة احتلال صفد تكشف الان من قبل القائد في البلماخ الذي يبلغ من العمر تسعين عاماً.
وجاء في التقرير الذي نشرته الصحيفة بقلم الدكتور اوري ميلشتاين ان جميع ضباط «البلماخ» رفضوا الافصاح عما حدث في حينه فيما قرر ابينوعام حداش بعد بلوغه التسعين الحديث عنها بصفته احد قادة البلماخ الذين شاركوا في احتلال صفد عام ١٩٤٨.
ويؤكد التقرير انه كان يعيش في صفد لدى اندلاع حرب ١٩٤٨ حوالي ١٥٠٠ يهودي و١١ ألف مواطن فلسطيني، وهو ما ينسف الرواية الاسرائيلية بأن اليهود جاءوا الى «ارض بلا شعب».
واعتبرت صفد في حينه المدينة التي اذا سقطت ستنهار جميع المناطق المحيطة بها وستقع بسهولة بأيدي اليهود، لهذا كانت هدفاً للعصابات الصهيونية المسلحة.
وعين يغال آلون قائداً لعملية احتلال صفد التي بدأت في الاول من ايار ١٩٤٨ التي اطلق عليها اسم «يغال فيكوفتش تل حي» وكانت المهمة الرئيسة للعملية في الطريق الى صفد، قرية عين زيتون التي تبعد حوالي كيلومتر واحد شمال المدينة.
وقال حداش «قادت وحدتي الكتيبة من جبل كنعان الى عين الزيتون وقال آلون: «اريد هذه المرة ضجة كبيرة» كان معنا رشاشان ثقيلان وصناديق ذخيرة اصلية وصلت من تشيكوسلوفاكيا وقاذفة داڤيديكه واحدة وثلاث قذائف، وبدأ يوسكه بلبوس باطلاق القذائف، التي ادى صوتها والعيارات المنطلقة من الرشاشات الثقيلة الى دب الرعب في نفوس سكان القرية ولاذ معظمهم بالفرار وسيطرنا على القرية بدون خوض معركة وتم تجميع ٥٦ عربياً في الساحة المركزية للقرية.
واضاف «بعد انهائي وجبة الفطور المكونة من ٨ بيضات اخذتها من مخزن كبير في احد البيوت، وصل اليّ كلمان راكضاً وقال تعال على الفور الى المسجد الذي تحول لمقر لكتيبة وانضم اليّ في الطريق ابراهام نرفن. وتوجهت اليه في المسجد وسألته: موشيه ما هي طبيعة الاوضاع؟ ورد: لقد تم صد الهجوم اللبناني على رموت نفتالي ولم نعد بحاجة لاسرى، ويوجد لدينا ٥٦ عربياً القينا القبض عليهم ولا يوجد لدينا لا مكان ولا حراس لاحتجازهم، خذهم الى الاسفل الى وادي عون واقض عليهم وقلت: موشيه لن افعل ذلك ولا بأي حال من الاحوال، اذا كنت تريد القضاء عليهم قم بذلك بنفسك، انني لا اطلق النار على أسرى وتوجه الى نرفن الذي قال بأن ما قلته انا ينطبق عليه ايضاً».
ونقل «الاسرى» الى جبل كنعان وتمت هناك تصفية معظمهم في احد الوديان واياديهم مكبلة مثلما وصفت مجندة الكتيبة نتيبه بن يهودا في كتابها، ومثلما وصفت كاتب التقرير في كتابي «المؤامرة الدامية في دير ياسين» لقد كان هذا عمل أسود آخر للكتيبة الثالثة من قوات «البلماخ».

إرسال تعليق

 
Top