Menu



ان يجلس على مقاعد الدراسة طالبة بعمر 66 عاما ، ويتم تكريمها لتفوقها على طلبة المرحلة الابتدائية ، فهذا امر خارق للعادة ، وصورة تعكس التحدي بداخل الحاجة شريفة عنتوري " 66 عاما " من مدينة قلقيلية .
«القدس» التقت الحاجة شريفة صاحبة الفكاهة والكلمة الطيبة والارادة القوية .
البداية
بدأت الحاجة الطالبة شريفة العنتوري حديثها بجملة ساخرة " يا خراب بيتي، بدك تنشر قصتي في الصحافة في جريدة «القدس» وكل الناس يعرفوا قصتي"، ثم لملمت مشاعرها واسترجعت ذاكرتها وقالت:" البداية كانت عندما دخلت مدرسة الوكالة الثانية الابتدائية التابعة لوكالة الغوث كعاملة نظافة على نظام الطوارىء ، وكانت مديرة المدرسة ترسل معي أوراقا للصفوف ، وكنت اخجل من حمل الأوراق لانني لا اعرف الكتابة والقراءة ، وكنت لا اميز بين الصفوف ، عندها طلبت من المديرة ان لا ترسل معي الأوراق لانني لا اعرف الكتابة والقراءة ، فاقترحت المديرة ان التحق بالصف الأول الابتدائي ، ورفضت بشدة هذا الطلب ، فكيف اكون في صف اطفال صغار وانا في عمر 60 عاما ، وبعد شهرين أنهيت فترة عملي في المدرسة وعدت للبيت ، وفكرت في اقتراح المديرة ، ورجعت للمدرسة ونفذت اقتراح المديرة أمل حسنين" ام العبد " ".
الدخول كمتدربة
تقول الحاجة شريفة :" المديرة قالت لي سوف اخبر الطلاب انك معلمة متدربة حتى لا يسخروا منك ، وبالفعل دخلت الصف وجلست على مقاعد الدراسة ، واصبح الطلاب في الصف الأول يتسابقون للجلوس على مقعد الدراسة بجانبي ، وشعرت بانهم اولادي ، فانا لم اتزوج وكانوا بمثابة اولادي واحفادي والان انا في الصف الخامس وتم تكريمي في كل السنوات السابقة ، واحصل على علامات عالية ، فانا اجتهد في دروسي ، فعند انتهاء الدوام المدرسي اعود للمنزل ومعي كتبي ، وبعد اداء صلاة الظهر اقوم بالتحضير لدروس اليوم التالي واراجع ما اخذته ، وعند المساء اطلب المساعدة من ابنة شقيقي كي تساعدني في بعض الامور الصعبة ".
الانكليزي صعب
وعن المواد الصعبة بالنسبة للحاجة شريفة العنتوري تقول للقدس :" كل الدروس سهلة ما عدا مادة الانكليزي ، فلم استطع النطق بكلمة واحدة ، وقلت للمعلم لا استطيع ، هذه مادة صعبة ، ولساني لم يستطع النطق بحرف ، ولفظ الكلمات خربطة بخربطة قالت ساخرة الحاجة شريفة ".
الى متى الدراسة
أجابت الحاجة شريفة العنتوري عن مدى مواصلتها عملية الدراسة قائلة :" انا في الصف الخامس الابتدائي ومع نهاية العام ، سينتهي دوامي في مدرسة ذكور قلقيلية الثانية ، ويجب علي الانتقال الى مدرسة البنات المجاورة ، ولكن عندي هاجس من الذهاب الى مدرسة البنات ، كوني سأبدأ عملية الاندماج من الصفر فكل شيء سوف يتغير ، وانا افكر في ذلك من الآن ".
مديرة المدرسة
«القدس» التقت مديرة المدرسة أمل حسنين " ام العبد " وقالت :" قصة الحاجة شريفة تدلل على قوة المرأة الفلسطينية ، فالحاجة شريفة قضت عمرها في الزراعة مع والديها ولم تكن لها فرصة الالتحاق بالمدرسة وجاءت الينا كعاملة نظافة واصبحت طالبة متفوقة وعنوانا للاجتهاد ".
وأضافت :" في البداية كان اندماجها صعبا مع اطفال صغار ، وقمت بالاحتيال على الطلاب الأطفال، بانها معلمة متدربة وفي السنة الأولى كانت الحاجة شريفة معلمة متدربة وفي الصف الثاني اصبح جميع الطلاب يحبونها ويطلبون الجلوس بجانبها وعلموا انها طالبة مثلهم ، والتقارير عنها من قبل المعلمين، انها تتقدم بسرعة كبيرة جدا ، وملفتة للنظر ، فهي ترغب في التعليم والتعلم ومتعاونة مع المعلمات والمعلمين"

إرسال تعليق

 
Top