Menu

أدى التقدم العلمي الهائل الذي شهده العالم بعد النهضة الأوروبية وما رافقها من استعادة الإنسان لثقته بنفسه وإيمانه بقدراته "الكليّة" إلى دفعه منطقياً نحو إطلاق الخيال وتعزيز الرغبة في تجاوز الحدود ضمن صيرورة السيطرة على الطبيعة ومن ثم إلى تنصيب نفسه سيداً على الكون دون منافس.
غزو الفضاء والعالم الرقمي والاستغناء عن العمل لصالح تسخير الآلات وغيرها كانت أهم المناحي التي حلم الإنسان بتحقيقها في مناخات من التطور العلمي السريع. بين أعوام 1899 و1910 صدرت في فرنسا مجموعة من البوسترات "المستقبلية" التي تحمل تصوراً عن الكيفية التي سيكون عليها العالم عام 2000، صممها بين آخرين الفنان الفرنسي جان مارك كوتيه واستخدمت في الأصل كأغلفة لعلب السجائر قبل أن تطبع على شكل بطاقات بريدية.
وتتعلق أغلب الصور (هناك 87 معروفة منها) بالتطور التكنولوجي واستخدام الآلات لتسهيل حياة الإنسان غير أنها لم تتجاوز هذا الإطار المحدد للتقدم وكذلك فإن شخصيات الصور ترتدي أزياء القرن التاسع عشر نفسها كما لو أن المستقبل سينحصر في مفهومه العلمي-التقاني الضيّق. المرة الوحيدة التي استخدمت فيها إحدى هذه الصور في إطار مختلف عن أهداف طباعتها الأولى كان على غلاف رواية كاتب الخيال العلمي الروسي-الأمريكي الأشهر اسحق آسيموف والتي حملت عنواناً مناسباً للغاية "أيام المستقبل: رؤية القرن التاسع عشر لعام 2000" (1986).

إرسال تعليق

 
Top