Menu



 يحتفظ مسجد ومقام النبي نوح، الذي يعتبر أحد شواهد مدينة دورا، جنوب الخليل التاريخية ، بنفس الشكل والطابع منذ العهد العثماني حتى يومنا الحاضر، ليكون معلما دينيا وأثريا يشكو قلة الاهتمام.
ويتناقل أهالي دورا، وحسب الرواية المتواترة، أنه قبل ١٥٠ عاما، قدم وفد تركي، كان من بينهم أحمد عبد القادر الأفغاني، إلى مكان في دورا، لم يكن سوى كومة من الحجارة، وطلبوا من السكان مساعدتهم وإزالة تلك الحجارة، قائلين أنه مكان قبر النبي نوح، عليه السلام، فأقاموا عليه مسجدا ومقاما حفاظا عليه من العبث والخراب، وتقوم عائلة الأفغاني المعروفة باسم الهندي، على رعايته.
وقال الدكتور أحمد الرجوب، مدير السياحة والآثار، أن مسجد ومقام النبي نوح، الذي يبعد عن مركز دورا، ٣٠٠ متر، انشئ في العهد العثماني، على أرض تبلغ مساحتها دونمين، تتبع للأوقاف الإسلامية.
غرف تدريسية ....
وأضاف ، أن هذا المقام الأثري الديني التاريخي، كان عبارة عن غرف للتدريس " كتاتيب" لتلقي العلوم الدينية منذ عام 1922م، حيث يعتبر من أوائل المدارس في محافظة الخليل، وارتبط بطقوس دينية وشعبية، موضحا أن النساء قديما يلجأن لهذا المكان لإضاءة الشموع حول القبر، تقربا إلى الله حسب اعتقادهن، مشيرا الى أن آثار الشموع لا زالت شاهدة وحاضرة في المكان، الذي يرفع به الآذان حتى اللحظة خمس مرات يوميا، وتقام فيه الصلوات الخمس، ويقصده البعض للراحة واستحضارا للتاريخ.
وصف المكان ...
ويصف الدكتور الرجوب، المكان، موضحا أن أول ما تقع عليه عين الزائر ثلاثة أقواس وأعمدة وساحة تضم ثلاث حجرات، واحدة منهن تحتضن قبر النبي نوح عليه السلام، بجدرانها البيضاء وأبوابها الخضراء، ومن وسط تجمع السقف تتدلى مصابيح شاهدة على زمن طويل، وترتسم من أسفل السقف أرضية من فسيفساء لحجارة كبيرة وقديمة جمع بينها طين قديم ، لترسم لوحة مؤرخة حتى هذه اللحظة.
مركز سياحيا ....
ولفت الرجوب، الى أن المقام كان مركزا سياحيا مهما، تؤمه الوفود الزائرة من كل أنحاء العالم وخاصة من الدول الأفريقية، حيث أنه كان يعج بالحافلات التي تقل الزوار، خاصة يوم الخميس من كل أسبوع، حتى اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987م، موضحا أن المقام الذي يحتفظ بشكله وطابعه وتعاقبت عليه السنوات، حرم من أن يكون مزارا كباقي الأماكن الأثرية والدينية والتاريخية العثمانية، ويجب أن يعود إلى مكانته كما كان قديما معلما ومركزا تاريخيا ودينيا وتعليميا ومؤرخا وشاهدا على تاريخ الحقبة العثمانية.
النبي نوح ....
والنبي نوح هو واحد من أولي العزم من الرسل ذكر في القرآن الكريم كثيرا وسميت سورة باسمه، وقصته أن الله عز وجل أرسله إلى قومه ليحذرهم بأن يتركوا عبادة الأصنام ويعبدوا الله عز وجل وحده واستمر يدعوهم ٩٥٠ عاما ولكن هم أصروا على طغيانهم، إلا فئة قليلة وفقيرة، وفي النهاية أرسل الله عز وجل عليهم الطوفان الذي غطى الأرض وأغرق الجميع بما فيهم ابنه ونجى الله النبي نوح ومن معه في السفينة التي صنعها بأمر من الله عز وجل .


إرسال تعليق

 
Top